الخميس، 11 ديسمبر 2014

وقفة مع آية






اضرب للناس مثل الحياة الدنيا ليتصوروها حقّ التصور، ويعرفوا ظاهرها وباطنها، فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية، ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار!
أن مثل هذه الحياة الدنيا، كمثل المطر، ينزل على الأرض، فيختلط نباتها، تنبت من كل زوج بهيج، فبينما زهرتها وزخرفها تسر الناظرين، وتفرح المتفرجين، وتأخذ بعيون الغافلين 
إذ أصبحت هشيمًا تذروه الرياح!
فذهب ذلك النبات الناضر، والزهر الزاهر، والمنظر البهي، فأصبحت الأرض غبراء ترابًا، قد انحرف عنها النظر، وصدف عنها البصر، وأوحشت القلب 🍂 كذلك هذه الدنيا!
بينما صاحبها قد أعجب بشبابه، وفاق فيها على أقرانه وأترابه، وحصل درهمها ودينارها، واقتطف من لذته أزهارها، وخاض في الشهوات في جميع أوقاته، وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه، إذ أصابه الموت أو التلف لماله، فذهب عنه سروره، وزالت لذته وحبوره، واستوحش قلبه من الآلام وفارق شبابه وقوته وماله، وانفرد بصالح، أو سيئ أعمال.. هنالك يعضّ الظالم على يديه، حين يعلم حقيقة ما هو عليه، ويتمنى العود إلى الدنيا، لا ليستكمل الشهوات، بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات، بالتوبة والأعمال الصالحات.. فالعاقل الجازم الموفق، يعرض على نفسه هذه الحالة، ويقول لنفسه:
قدري أنك قد مت، ولا بد أن تموتي، فأي: الحالتين تختارين؟
الاغترار بزخرف هذه الدار، والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة، أم العمل، لدار أكلها دائم وظلها، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين؟
فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه، وربحه من خسرانه!

خريطة ذهنية لأحكام النون الساكنة و التنوين



مقطع فيديو يشرح أحكام النون الساكنة و التنوين بتفصيلها و طرق نطقها : 

وهي تنقسم إلى أربعة أقسام / 
الإظهار الحلقي
الإدغام
الإخفاء الحقيقي 
الإقلاب



معركة مؤته







اصطف المسلمون في مؤتة وقد اقتربت ساعة الصفر لأشرس موقعة في تاريخ السيرة النبوية حيث أمواج بشرية هائلة من الرومان ونصارى العرب تنساب إلى أرض مؤتة، ورجال كالجبال من المسلمين يقفون ثابتين في وجه أقوى قوة في العالم آنذاك.

وها هي قد ارتفعت صيحات التكبير من المسلمين، وحمل الراية زيد بن حارثة رضي الله عنه ، وأعطى إشارة البدء لأصحابه، وقد اندفع كالسهم صوب الجيوش الرومانية، وكان قتالاً لم يشهد المسلمون مثله قبل ذلك.

ارتفع الغبار في أرض المعركة في ثوانٍ معدودات، وما عاد أحد يسمع إلا أصوات السيوف أو صرخات الألم، ولا يتخلل ذلك من الأصوات إلا صيحات تكبير المسلمين، أو بعض الأبيات الشعرية الحماسية التي تدفع المسلمين دفعًا إلى بذل الروح والدماء في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.

وقد سالت الدماء غزيرة في أرض مؤتة، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، ورأى الجميع الموت مرارًا ومرارًا.
استشهاد زيد بن حارثة

كانت ملحمة بكل المقاييس، سقط على إثرها أول شهيد للمسلمين، وهو البطل الإسلامي العظيم والقائد المجاهد زيد بن حارثة ، حِبّ رسول الله ، سقط مُقبِلاً غير مدبر بعد رحلة جهاد طويلة بدأت مع الأيام الأولى لنزول الوحي.

فكان من أوائل من أسلم على وجه الأرض، وقد صحب الرسول في كل المواطن، وكان هو الوحيد الذي ذهب معه إلى الطائف، ووالله لكأني أراه وهو يدافع بكل ما أوتي من قوة عن حبيبه حتى شُجّت رأسه، وسالت دماؤه غزيرة .

رأيناه في العام السادس من الهجرة يقود السرية تلو السرية في جرأة عجيبة، وكأنه يُعِدّ نفسه لهذا اليوم العظيم، يوم أن يلقى ربه شهيدًا مقبلاً غير مدبر. لا يبكيَنَّ أحد على زيد بن حارثة، فهذه أسعد لحظة مرت عليه منذ خلق.
استشهاد جعفر بن أبي طالب

حمل الراية بعد زيد بطل آخر هو جعفر بن أبي طالب ، ذلك البطل الشاب المجاهد ابن الأربعين عامًا آنذاك، وقد قضى معظم هذه السنوات الخوالي في الإسلام، حيث أسلم في أوائل أيام الدعوة، وقضى ما يقرب من خمس عشرة سنة في بلاد الحبشة مهاجرًا بأمر الرسول ، ثم عاد منها إلى المدينة المنورة في محرم سنة سبع من الهجرة، كان الرسول حينها في خيبر، فلم يَقَرّ له قرار حتى ذهب ليجاهد معه برغبة حقيقية صادقة في البذل والتضحية.

ثم كانت هذه المعركة الهائلة، وقد حمل الراية بعد سقوط أخيه في الإسلام زيد بن حارثة، وقاتل قتالاً لم يُرَ مثله، وأكثر الطعن في الرومان حتى تكالبوا عليه.

كان يحمل راية المسلمين بيمينه فقطعوا يمينه، فحملها بشماله فقطعوا شماله، فحملها بعضضيه قبل أن يسقط شهيدًا، ليأخذ الراية من بعده بطل ثالث، هو عبد الله بن رواحة .

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما -كما جاء في البخاري-: "وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره" أي: ليس منها شيء في ظهره؛ يعني أنه قاتل دائمًا من أمام، لم يفر ولو للحظة واحدة .

ومن أرض المعركة إلى الجنة مباشرة، لا يسير فيها، بل يطير بجناحين، فقد روى الحاكم والطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله قال: "رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكًا فِي الْجَنَّةِ، مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ، يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ"

وروى البخاري أيضًا أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا حيَّا ابن جعفر قال: "السلام عليك يابن ذي الجناحَيْنِ"
فقد أبدل الله جعفر بن أبي طالب بدلاً من يديه اللتين قطعتا في سبيله بجناحَيْنِ يطير بهما في الجنة.

حياة جهادية طويلة، والمكافأة هي الجنة.
استشهاد عبد الله بن رواحة

حمل الراية بعد جعفر عبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري ، ذلك المجاهد الشاب الذي شارك في كل الغزوات السابقة، وجاهد -كما ذكرنا- بسيفه ولسانه، وهو الذي كان يحمِّس المسلمين لأخذ قرار الحرب، وهو الذي كان يتمنى ألاّ يعود إلى المدينة، بل يُقتل شهيدًا في أرض الشام.

حمل الراية، وقاتل قتالاً عظيمًا مجيدًا حتى قُتل في صدره ، ما تردد قَطُّ كما أشيع عنه، وكيف يتردد من يدفع الناس دفعًا إلى القتال؟! كيف يتردد من يحمس الناس على طلب الشهادة؟ كيف يتردد من يثق به رسول الله ، فيجعله على قيادة هذا الجيش الكبير؟! كيف يتردد من شهد له أنه شهيد؟! ومن دعا له قبل ذلك بالثبات؟!

وهذا التردد الذي أشيع عنه لم يتفق عليه عامَّة أهل السير، ولم ينقله الكثير من كُتَّابهم، فلم ينقله موسى بن عقبة في (مغازيه)، ولم ينقله المقريزي في (إمتاع الأسماع)، ولم ينقله ابن سعد في (الطبقات)، وإنما روى ذلك فقط ابن إسحاق -رحمه الله- في (سيرته).

وفي هذه الرواية تناقض شديد بين أول الرواية وآخرها؛ ففي أولها جهاد وتحفيز على الشهادة، وفي آخرها تردد، وهذا لا يستقيم.

أما ما ورد في سيرة ابن إسحاق أيضًا من أن هناك ازورارًا في سرير عبد الله بن رواحة في الجنة، فهو حديث منقطع السند، وضعفه ابن كثير والبيهقي، وقد عارضه أيضًا ابن كثير بحديث أنس بن مالك في البخاري، والذي ذكر فيه أن عبد الله بن رواحة قُتل شهيدًا، ولم يذكر ترددًا، ولم يُشِرْ إلى ذلك قَطُّ
ولعل الذي أشاع أن عبد الله بن رواحة قد تردد هو ما نُسب إليه من شعر في هذا الموقف، لكن هذا الشعر -إن صحت نسبته- لا يحمل أبدًا معنى عدم الإقدام، إنما يحمل معنى تحميس النفس على شيءٍ خطير، يحمل على بذل الروح والتضحية بالنفس.

إن تحمل آلام الضرب بالسيف، والطعن بالرمح ليس أمرًا سهلاً أو هينًا في حياة الإنسان، فإذا قال الإنسان لنفسه بعض الكلمات التي تصبِّره على تحمل الآلام، وتصبره على فراق الأحبة، وتدفعه إلى الموت لا إلى الحياة، فما الضرر في ذلك؟! إن هذا أمر محمود، بل وقد يكون مطلوبًا، وقد كان من شعره يومئذٍ:

يَا نَفْسُ إِنْ لَمْ تُقْتَلِي تَمُوتِـي *** هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صُلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَـدْ أُعْطِيـتِ *** إِنْ تَفْعَلِـي فِعْلَهُمَا هُدِيـتِ

يحدِّث نفسه: إن تفعلي كما فعل زيد وجعفر -رضي الله عنهما- هديت. وبالفعل كان قتاله شديدًا، وجهاده عظيمًا حتى طعن في صدره ، وتلقى الدماء بيديه ودلَّك بها وجهه، وأصيب شهيدًا كما ذكر في مسند أحمد، وسنن النسائي، والبيهقي عن أبي قتادة بسند صحيح.

فهذه كلها روايات صحيحة في حق هذا البطل الذي شُوِّهت صورته بهذا الأمر الذي لا يستقيم في حقه أبدًا، وهو الذي دفع المسلمين هذا الدفع في هذه المعركة الهائلة.

سقط القادة الثلاثة شهداء ليثبتوا لنا وللجميع أن القيادة مسئولية، وأن الإمارة تكليف وليست تشريفًا، وأن القدوة هي أبلغ وسائل التربية.

فثباتهم -لا شك- كان سببًا في ثبات الجيش الإسلامي، وجهادهم لا بد أنه قد دفع الجيش الإسلامي لأنْ يُخرِج كل طاقته، فما يفر الجنود إلا بفرار القادة، وما تسقط الراية إلا بهوانها على حاملها، لكن في مؤتة ما سقطت راية المسلمين قَطُّ، ولا لحظة من لحظات القتال.
خالد بن الوليد.. القائد الرابع

بعد استشهاد البطل العظيم عبد الله بن رواحة ، حمل الراية الصحابي الجليل ثابت بن أقرم البدريّ (ممن شهد بدرًا) ، فقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم. فقالوا: أنت تحمل الراية. فقال: ما أنا بفاعل. ثم تقدم إلى خالد بن الوليد ، القائد المعجزة، فدفع له الراية، وقال له: أنت أعلم بالقتال مني. فقال خالد -وعمره في الإسلام ثلاثة أشهر- متواضعًا: أنت أحق بها مني، أنت شهدت بدرًا.

فنادى ثابت: يا معشر المسلمين. فاجتمع الناس على خالد، وأعطوه الراية، فحمل خالد الراية، وجاهد جهادًا عظيمًا يُكفِّر به عن العشرين سنة الماضية.

هذا أول مواقفه في سبيل الله، ولا بد أن يُرِي الله منه بأسًا وقوة وجلدًا وإقدامًا، قاتل خالد بن الوليد كما لم يقاتل من قبلُ، حتى قال -كما في صحيح البخاري-: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية"[6].

تسعة أسياف تكسَّرت في يديه وهو يحارب الرومان، فتخيل كم من البشر قتل بهذه الأسياف، ومع ذلك فقد استمر في قتاله يُغيِّر سيفًا بعد الآخر، ويقاتل في معركة ضارية، لكنه ثبت ثباتًا عجيبًا، وثبت المسلمون بثباته .

وعلى هذا الحال استمر القتال يومًا كاملاً، ما تراجع المسلمون فيه لحظة واحدة، وإنما وقفوا كالسدِّ المنيع أمام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية، واستمر الحال على هذا الوضع حتى جنَّ المساء. ولك أن تتخيل قتالاً منذ الصباح وحتى المساء، وثلاثة آلاف في مقابل مائتي ألف.
خطة عبقرية !

لم يكن من عادة الجيوش في ذلك الوقت أن تقاتل ليلاً، فكان أن تحاجز الفريقان، واستراح الرومان ليلتهم هذه، لكن المسلمين لم يركنوا إلى الراحة، وإنما كانوا في حركة دائبة؛ فقد بدأ خالد بن الوليد في تنفيذ خُطَّة عبقرية بارعة للوصول بجيشه إلى برِّ الأمان، وكان هدفها إشعار الرومان بأن هناك مددًا كبيرًا قد جاء للمسلمين؛ وذلك حتى يتسلل الإحباط إلى داخل جنود الرومان والعرب المتحالفين معهم، فهم أمْسِ كانوا يتقاتلون مع ثلاثة آلاف وقد رأوا منهم ما رأوا، فكيف إذا جاءهم مدد؟!

ولتنفيذ هذه الخطة قام خالد بن الوليد بالخطوات التالية:

أولاً: جعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثيرَ الغبار الكثيف؛ فيُخيَّل للرومان أن هناك مددًا قد جاء للمسلمين.

ثانيًا: غَيَّر من ترتيب الجيش، فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة، وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، وحين رأى الرومان هذه الأمور في الصباح، ورأوا الرايات والوجوه والهيئة قد تغيَّرت، أيقنوا أن هناك مددًا قد جاء للمسلمين، فهبطت معنوياتهم تمامًا.

ثالثًا: جعل في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعةً من الجنود المسلمين فوق أحد التلال، منتشرين على مساحة عريضة، ليس لهم من شغل إلا إثارة الغبار لإشعار الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين.

رابعًا: بدأ خالد بن الوليد في اليوم التالي للمعركة بالتراجع التدريجي بجيشه إلى عمق الصحراء، الأمر الذي شعر معه الرومان بأن خالدًا يستدرجهم إلى كمين في الصحراء، فترددوا في متابعته، وقد وقفوا على أرض مؤتة يشاهدون انسحاب خالد، دون أن يجرءوا على مهاجمته أو متابعته.

ونجح مراد خالد بن الوليد، وسحب الجيش بكامله إلى عمق الصحراء، ثم بدأ الجيش في رحلة العودة إلى المدينة المنورة سالمًا.

وقفة مع آية



"وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم..
فكل خير عمل به أحد من الناس بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه أو أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر أو علم أودعه عند المتعلمين أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته أو عمل خيرًا من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدًا أو محلًا من المحال التي يرتفق بها الناس وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر."

* تفسير السعدي - رحمه الله -

قصة من السيرة " ثمامة بن أثال "

عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :

بَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ : 
" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟" .
فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ! إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ .
فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ :
" لَهُ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟ " .
قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ !
فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ:
" مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ ؟ " .
فَقَالَك عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ !
فَقَالَ : " أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ " ..
فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ! يَا مُحَمَّدُ ! وَاللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى الأرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ. وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ ، فَمَاذَا تَرَى ؟ 
فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ قَائِلٌ : صَبَوْتَ ؟ ! قَالَ : لا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلا، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ البخاري : 4024]

حول القصة 
كانت سرية محمد بن مسلمة – رضي الله عنه – هي أول عمل عسكري بعد غزوة الأحزاب وقريظة، وقد تحركت هذه السرية [ في المحرم من العام السادس للهجرة] في مهمة عسكرية ضد بني القرطاء في أرض نجد .. وفي طريق عودة السرية؛ تم أسر ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة، والصحابة لا يعرفونه، فقدموا به المدينة وربطوه بسارية من سواري المسجد، فلما خرج إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : 
"أَتَدْرُونَ مَنْ أَخَذْتُمْ ؟ هَذَا ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ الْحَنَفِيّ ، أُحْسِنُوا إسَارَهُ " [ ابن هشام 2/638]
ورجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى أهله، فقال لهم :
"اجْمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ فَابْعَثُوا بِهِ إلَيْهِ " .. وقد أمر – صلوات الله وسلامه عليه – بِلِقْحَتِهِ – أي ناقته - أَنْ يشرب ثمامة من حليبها. 
ولازال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتودد إليه ويتردد عليه، ويدعوه إلى الإسلام، ثم أمر أصحابه بفك أسر ثمامة.
فذهب ثمامة من تلقاء نفسه إلى نخل قريب من المسجد النبوي – ولم يذهب إلى أهله – ومن تلقاء نفسه – أيضًا -، اغتسل غُسل المسلمين، فلقد هزته الأخلاق المحمدية هزّا عنيفًا، فملكت عليه زمام قلبه، وأسرته في أسر جديد ! بيد أن هذا الأسر عن طواعية . 
ثم قدم إلى المسجد هذه المرة على قدم وساق، في حَبْرة وسرور، قد هطلت على وجهه مُزنة الإيمان، وتهللت أساريره بشاشة ووضائه، وإذا به ينطق كلمات ما أجملها ! صدّرها بشهادة التوحيد، وثنَّاها بكلمة حق، وأعقبها بكلمة حب، وختمها باستئذان، فقد قصد العمرة، وكأنما هو جندي من أجناد الدعوة الإسلامية في عشية أو ضحاها، فأذن له قائده الذي أسره مرتين ! رهبًا ثم رغبًا، ثم علَّمه أستاذه صفة العمرة على منهج التوحيد، ولقنه التلبية خالية من الشرك، ناقية طيبة .
وانتشر خبر إسلام ثمامة، سيد اليمامة، فلما قدم مكة، عيره قرشي قائلاً : أصبوت ؟! أي أكفرت بدين الآباء ؟ ! فقال - قولة من أُطعم غضارة الإيمان - : "لا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" . وهكذا يعلنه هويته بين ظهراني قريش – فهو السيد القوي صاحب العزيمة - ويعتز بدينه، ويفتخره بعقيدته، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.. 
ثم يأخذ قراره، ويعلن موقف اليمامة المسلمة، من قريش الجائرة، :
" وَلا، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ..
فهي المقاطعة لمن حاد الله ورسوله .. 
المقاطعة لمن حاربوا الإسلام ..
المقاطعة لمن عذَّبوا المسلمين وفتنوهم في دينهم ..
فقد أيقن ثمامة أن واضع المعروف في غير أهله؛ كالزراع في السَّبَخ، أو كالمُسْرِج في الشمس ..وأن التعاون التجاري أولى به قبائل أخرى ذات أخلاق سجيحة.
لقد لقنهم ثمامة الدرس، وأصاب المفَصْل فيهم، وشَل اقتصادهم، وجعل عيشهم رَنَق، وعذبهم أُجاج، وحلوهم صَبْر.. حتى أصابهم الضنج والضجر، فأرسل وجهاء قريش إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة ليخلي لهم حمل الطعام . عرفوا أنّ مفتاحه عند رسول الله، فكتب النّبي عليه الصلاة والسلام إلى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم، فأطلَقها.
في لحظات تبدلت المشاعر والأحاسيس والأمنيات والأهداف هذا هو الإسلام، وهذه هي نتيجة المعاملة بالحسنى، والجدال بالتي هي أحسن، والرفق والتواضع و الحلم مع الناس.

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

التكاليف الفردية و الجماعية في مادة نشاط مدرسي



تم تقديم تكليف فردي :
وهو تحدثي في أقل من صفحة عن شخصية أثّرت في حياتك ..
فـ تحدثت عن عمر ابن الخطاب :


ومن التكليفات الجماعية التي تمت بطرح سؤال من قبل الأستاذة ثم الإجابة عليه عن طريق نقاش مع عضوات المجموعة
ثم قمت بحصر الإجابات و كتابتها :

ماهي الطرق و الوسائل التي بإمكانك اتباعها لإقناع معلمة و إدارة مدرسة بأهمية النشاط الصفي و ضرورة تفعيله ؟




ماهي وسائل تفعيل النشاط الصفي في المدارس ؟



خريطة ذهنية : التفسير العلمي

التفسير العلمي يقصد به : تفسير الآيات تفسيرًا علميًّا وفق قواعد العلم الحديث وبيان المضامين العلمية للآيات وفق مقررات وتحليلات العلم الحديث 

و هو يمتد من عهد النهضة العباسية منذ القرن الخامس الهجري و كان أبو حامد الغزالي المتوفى سنة (505ه) هو أكثر من استوفى بيان هذا القول في التفسير و دافع عن هذا الاتجاه ودعا إليه بقوة، لأن "العلوم كلها داخلة في أفعال الله عزَّ وجلَّ وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها وفي القرآن إشارات إلى مجامعها والمقامات في التعمق في تفصيله راجع إلى فهم القرآن، ومجرد ظاهر التفسير لا يشير إلى ذلك، بل كل ما أشكل فيه على النظارة واختلف الخلائق في النظريات والمقولات ففي القرآن رموز ودلالات عليه يختص أهل الفهم بدركها"
وكان له من المؤلفات : كتاب الإحياء وجواهر القرآن .
وكان له من المؤلفات : كتاب الإحياء وجواهر القرآن .
ثم ألف ابي بكر ابن العربي (543هـ ) كتابه قانون التأوليل
 وخلال القرن السادس برز الفخر الرازي (ت 606ه ) و ألف في هذا العلم مفاتيح الغيب
أما ابن أبي الفضل المرسي -ت 655ه -فقد نقل عنه السيوطي قوله عن القرآن: "قد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل، مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك"
و في القرن الثامن الهجري ظهرتأييد النيسابوري 728هـ في كتابه غرائب القرآن
ثم البيضاوي 791هـ في كتابه أنوار التنزيل
ثم ظهربدر الدين الزركشي -ت 794ه -كمؤيد قوي للتفسير العلمي حيث عقد فصلاً في كتابه "البرهان في علوم القرآن" 
ثم ظهربدر الدين الزركشي -ت 794ه -كمؤيد قوي للتفسير العلمي حيث عقد فصلاً في كتابه "البرهان في علوم القرآن" 
ثم ظهر جلال الدين السيوطي -ت 911ه وتحدث عن التفسير العلمي في كتابين : الإتقان في علوم القرآن و الإكليل في استنباط التنزيل .
و الألوسي -ت 1270هـ  -في كتابه ( روح المعاني)
وهذه خريطة ذهنية توضح تعريف التفسير العلمي ، بدابته و المؤلفين فيه و كتبهم :
وهذه خريطة خاصة بالمؤلف الإمام السيوطي :

تم تقديم هذه الخرائط كـ نشاط لمادة أصول التفسير

التعريف بقسم الدراسات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن الكريم دستور الأمة ... فإليه الحكم والتحاكم ... ومنه الاستمداد والتشريع ... وما من صغيرة أو كبيرة إلا ونبؤها في هذا الكتاب العزيز، قال تعالى "مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْء"... فالقرآن هو الضياء الذي تحمله الأمة لسائر الناس لتؤدي رسالتها ... كخير أمة أخرجت للناس.

قسم الدراسات القرآنية يعيد بك إلى الزمن الماضي بكل جوانبه ومواضيعه ... إلى عهد السلف في تلقييهم العلم من مشايخهم ... وتلامذتهم وحلقاتهم ... وعلومهم وما ألفوه من كتب.

ففيه نتعلم ما تعلمه السلف من الفهم المتكامل لعلوم القرآن الكريم... (علوم القرآن الكريم) ... فهو يعّرفك بنشأة علوم القرآن وخصائصه وجمع القرآن وأنواعه والتعريف بالآيات المكية والمدنية وأسباب نزولها والناسخ والمنسوخ والقَسم وفواتح السور وخواتيمها والمناسبات بين الآيات والمحكم والمتشابه والأمثال وقصص القران الكريم.... وغيرها.

وتعلم القواعد النحوية والصرفية من خلال النص القرآني .... في (إعراب القران الكريم ) ... هو يهدف إلى الإلمام بقضية الإعجاز البياني للقرآن الكريم ... والتعرف على أسرار علوم البلاغة (البيان والمعاني والبديع)في القرآن والوقوف على جمال التعبير القرآني.

(وأصول التفسير).... الذي يعّرفك بنشأة علم التفسير....  والمراحل التي مر بها وأقسام التفسير وطرق المفسرون في التفسير والقواعد التي بنوا عليها مؤلفاتهم وآدابهم ... والتفريق بين الكتب الصحيحة التي يؤخذ منها التفسير وكتب الفرق الضالة  .. ويهدف التعلم من السلف في فهم الأصول التي ساروا عليها في فهمهم لكتاب الله عز وجل والتعرف على أهم كتب التفسير.

(طبقات المفسرين) ... الذي يعرض لك حياة المفسر ومصنفاته وطريقة عرضه فيها.

أيضا يهتم القسم بـ (الحديث النبوي وعلومه).... والقواعد التي جمعت عليها السنة النبوية... والتفريق بين الأحاديث الصحيحة والسقيمة وغيرها التي تبين أهمية السنة ومكانتها في التشريع .

والتعلم من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ضوء القرآن الكريم من كتاب ( الرحيق المختوم)للمباركفوري ...والتي تبرز الهدي النبوي في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

قسم الدراسات في القرآنية  في جامعة الملك عبد العزيز يتبع تحت كليه التربية  ويهدف القسم أن يشارك في خدمة المجتمع من خلال نشر الثقافة القرآنية... وتلبية احتياجات الخدمة المدنية .... من الوظائف المتعلقة بتعليم القرآن الكريم وعلومه والقراءات.... وفيه تعلم كل العلوم المحيطة بالقرآن الكريم .... من علوم القران وإعرابه وتفسيره وأصول تفسيره وطبقات مفسريه وتجويده وتلاوته ورسم المصحف وضبطه وقراءاته....
ويحتوي على مسارين : مسار الدراسات القرآنية ، مسار القراءات .

ولما يحمل في طياته الكثير من العلوم التي هي من أشرف العلوم وأجلها ... لابد من إجراء مقابلة شخصية لتبرز مافي جوارحك من الاهتمام بكتاب الله عز وجل .... وتهيئ قبلك لتقي هذه العلوم ولتكون من أهل الله وخاصته

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن لله أهلين من الناس "...  قالوا : يا رسول الله من هم ؟... قال:أهل القرآن ، هم أهل الله وخاصته "


وهنا مقطع لفضيلة الشيخ محمد العريفي بمناسبة إفتتاح القسم :
http://www.youtube.com/watch?v=sMI2MW5EHNQ




* بقلم  : بشرى القحطاني 
http://studiesq.blogspot.com/2014/11/blog-post_8.html?m=1